وصايا الكاتب السوري فادي عزام لإبنته وللنساء عموما

ما أصعب الانتظار وأنت ترقب من تحب، تنتظر شمسه كي تطل عليك، لكي تطفي لهيب ولوعة الانتظار. وانت ترقب الآتي وهو لا يأتي. والحيرة والشك يلتهمانك في صمت مطبق. لا أمس ينسى، ولا الغذ ينساك هموم الأمس. شوقك مرار وانت في لهيب الانتظار.

ما أصعب الانتظار وأنت تنتظر بلهفة تحقيق أحلامك. وأنت تعد الساعات والعقود التي مرت. وأنت تعمل بجد تواجهك عقبات وتحديات. ولا شيء يحد من عزيمتك وارادتك الحرة الأبية. فسهل سلم تتسلق درجاته ليتبغ مرحلة الخطر، ليلين بين يديك كما يلين الحديد وسط النار.

ما أصعب أن تنقش مرارة سنين عمرك على صفحات الحجرة. وأنت تلمم جراح الماضي البعيد. تحاول أن تحكي همسا لأذان صماء  لا تستطيع القراءة. وحدتك دواء رغم المرارة. وضمتك الرهيب جمرة تكوي صميم الفؤاد المكلوم. وأنت أنت كجبل شامخا وحمم عذابك تشعل داخل بركان قلبك. لا الصمت ينفع وانفجر الكلام يلمم مافات.

ما أصعب انتظار من غيبته قبور النسيان في دروب الحياة. نار شوقهم لهيبها لا يطفئه مرور السنين. أكلما نتذكر تحملنا إليهم الكلمات، نتذكر مواقف عشناها. نتذكر ذكريات السنين الغابة. نتمنى عودتهم لنحكي لهم عن عذاب الشوق. لنحكي كم نعاني ونحن نرقب ساعة لقائه وإن طالت.

ما أصعب الانتظار تحت قطرات المطر وهمسات الندى. لحنين عودة إلى الوطن. لننسى النسيان. لنحضن صدر طالما اشتقنا إليه في صمت. لأياد تشاركنا معها نفس صحن الطعام. لوجبة طعام لا  تعرف مطاعم الحياة الجديدة كيف تعد وفتيل رغيف خبزها.

سوف نعود يوما وإن طال البعد وزاد الفراق. سننتظر يوما تشرق فيه أحلام قلوبنا. لنعود إلى جلال أحضان طالما كانت لنا مصدر دفئ وحنان. إليكم سنعود وإن طالت عهود المسافات. سنعيد كتابة المستقبل الزاهي. ونرش عبق زهور الحب الماضى على ضفاف نهر من نحب